الأحد، 21 فبراير 2016

قصة المثل الشعبي : دحنا دافنينه سوا


الكل تقريباً سمع المثل الشعبي المصري
( إحنا دافنينه سوا ) وهو مثل يستخدمه كثيرون لدفع الآخرين للتوقف عن خداعهم والتدليل على كشفهم لأساليبهم ولكن قد يكون هناك من لا يعرف قصة هذا المثل :
وهي أن شخصين كان لديهما حمـار (أعزكم الله) يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية الى اخرى، وأحباه حتى صار كأخ لهما يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسما للتحبب هو ابو الصبر،
وفي أحد ألايام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمـار ونفق، حزن الاخوين على الحمـار حزنا شديدا ودفناه بشكل لائق وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا، وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيجيبناه بأنه المرحوم أبو الصبر و كان الخير والبركة ويقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد، فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح فيشاركونهم البكاء وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما ومرت الايام فوضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل ابو الصبر وصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن.
و صار ‫‏لمزار أبو الصبر‬ كرامات و معجزات يتحدث عنها الجميع فهو يفك السحر و يزوج العانس و يغني الفقير و يشفي المريض و كل المشاكل التي لاحل لها , فيأتي الزوار و يقدمون النذور و التبرعات طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم , و اغتني الأخوين و صارا يجمعان الأموال التي تبرع بها الناس السذج و يتقاسمانها بينهما .
و في يوم اختلف الأخوين على تقسيم المال فغضب أحدهما و ارتجف و قال :
- و الله سأطلب من الشيخ الصالح أبو الصبر ( مشيراً إلي القبر ) أن ينتقم منك و يريك غضبه و يسترجع حقي .
ضحك اخوه وقال :- أي شيخ صالح يا أخي ؟ أنت نسيت ؟ دا احنا دافنينه سوا !
انتهت قصتنا و بقي أن أذكركم كم من حمار دفناه بأيدينا ثم تحول بقدرة قادر إلى شيخ صاحب كرامات و كم من هذه المزارات الوهمية موجودة في عالمنا العربي و التي تثبت براعتنا في خلق الاوهام و تخليد
ذكرى أبطال لا وجود لهم على أرض الواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تواصل معنا عبر :

المشاركات الشائعة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أرشيف المدونة الإلكترونية

LOADING

Back To Top