الجمعة، 26 فبراير 2016

الإمام الذكي مالك و اجتهاد الشافعي بخصوص الرزق



أهلا بكم من جديد عشاق مدونة عالم الغموض و الأسرار مع قصة رائعة حدثت بيبن الإمامين الجليلين مالك و الشافعي .

القصة :

إختلف الإمامان الجليلان مالك و الشافعي رضي الله عنهما مع الرزق
فالإمام مالك يقول أن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يرزق الانسان مستنداً للحديث الشريف :-
( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) .
أما
إمامنا الجليل الشافعي فيخالفه في ذلك فيقول لولا غدوها و رواحها ما رزقت .
أي أنه لا بد من السعي .
 و كل على رأيه
فإمامنا مالك وقف عند :
( لرزقكم كما يرزق الطير )
و تلميذه الشافعي قال :
لولا الغدو والرواح لما رزقت .
فأراد التلميذ أن يثبت لإستاذه صحة قوله فخرج من عنده مهموماً يفكر , فوجد رجلاً عجوزاً يحمل كيساً من البلح و هو ثقيل فقال له : -
أحمله عنك يا عماه و حمله عنه فلما وصل إلى بيت الرجل أعطاه الرجل بضع تمرات إستحساناً منه لما فعله معه , هنا ثارت نفس الشافعي و قال :
الآن أثبت ما أقول فلولا أني حملته عنه ما أعطاني و أسرع إلى أستاذه مالك و معه الثمرات و وضعها بين يديه و حكى له ماجرى . 

و هنا إبتسم الإمام الرائع مالك و أخذ ثمرة و وضعها في فيه( فمه ) و قال له :
و أنت سقت إلي رزقي دون تعب مني .
فالإمامان الجليلان إستنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماماً و هذا من سعة رحمة الله بالناس .
هي ليست دعوة للتواكل لذا سألحقها بقصة جميلة عن إبراهيم بن أدهم .
فيحكى أنه كان في سفر له وكان تاجراً كبيراً .
و في الطريق و جد طائراً قد كسر جناحه فأوقف القافلة و قال :- و الله لأنظرن من ياتي له بطعامه أم أنه سيموت فوقف ملياً .
فإذا بطائر يأتي ويضع فمه في فم الطائر المريض و يطعمه .
هنا قرر إبراهيم أن يترك كل تجارته و يجلس متعبداً بعدما رأى من كرم الله و رزقه فسمع الشبلي بهذا فجاءه وقال :- ماذا حدث لتترك تجارتك وتجلس في بيتك هكذا ..؟
فقص عليه ما كان من أمر الطائر فقال الشبلي قولته الخالدة :-
يا إبراهيم
لم إخترت أن تكون الطائر الضعيف ولم تختر أن تكون من يطعمه ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تواصل معنا عبر :

المشاركات الشائعة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

أرشيف المدونة الإلكترونية

LOADING

Back To Top